حول كتاب سيرة موسى

​

كتابُ "سيرةِ موسى القرآنيةِ" هو روايةٌ واقعيةٌ ، وكتابُ تاريخٍ ، وكتابُ آثارٍ ، وكتابٌ علميٌّ.   إنه روايةٌ شيقةٌ ، تأخذُك إلى مواقعَ الأحداثِ ، وتجعلُك تعيشُ داخلَ تلك الأحداثِ وكأنَّك جزءٌ منها.

​

وكونُه كتابَ تاريخٍ ، يحفلُ بالكثيرِ من المعلوماتِ التاريخيةِ القديمةِ ، عن مصـرَ وعن منطقةِ الحجازِ  بصفةٍ خاصةٍ ، ثم عن منطقةِ الشـرقِ الأوسطِ عمومًا.   وهو يجيبُ – ربما لأولِ مرّةٍ – عن السؤالِ الحائرِ: لماذا لم تُشِـر نصوصُ مصـرَ القديمةِ إلى حقبةِ وجودِ بني إسرائيلَ في مصـرَ بأنبيائهم: يوسفَ ، وموسى ، وهارونَ؟

 

وكونُه كتابَ آثارٍ ، ينفردُ "سيرةُ موسى القرآنيةِ" بنبوءاتٍ – إنْ أُخِذَت على محمَلِ الجدِّ – قد تُفضـي بإذنِ اللهِ إلى كشوفٍ أثريةٍ لم يسبقْ لها مثيلٌ عن شخصيةِ "فرعونَ" الحقيقيةِ وعن آثارِ حقبتِه في مصـرَ القديمةِ ، ما قد يعني طوفانًا سياحيًا في مصرَ ، وسياسيًا في المنطقةِ العربيةِ.

 

وكونُه كتابًا علميًا ، يُوردُ فيه مؤلفُه الكثيرَ من الحقائقِ العلميةِ ، والحسابيةِ ، والأجناسِ البشريةِ ، وحتى الطبيةِ ، بجانبِ اللغوياتِ.

 

وعلى الرَغمِ من أنّه كتابَ قائمٌ على روايةِ القرآنِ ، فهو ليسَ كتابُ دينٍ ، ولا هو يروّجُ للإسلامِ أو يدعو إليه ، بلْ يتركُ لعقلِك أنتَ وحدِك الحُكمَ بالمنطقِ على ما هو مقبولٌ أو مرفوضٌ من رواياتِه.

 

ومعَ أنّ سيرةَ موسى مقصوصة في القرآنِ ، إلّا أنّ الترابطَ الروائيَ لأحداثِ القصةِ في القرآنِ تكادُ تكونُ معدومةً ، ما يجعلُ قراءتَها متسلسلةً الأحداثِ في هذا الكتابِ روايةً مختلفةَ المذاقِ والوقعِ في النفسِ ، ناهيكَ عن التبسيطِ اللغويِّ ، وتحليلاتِ ، واستنتاجاتِ ، ومقارناتِ المؤلِّفِ التي تُضيفُ أبعادًا معرفيةً للقصةِ لا يمكنُ أنْ تتوفرَ لها خارجَه.

 

إنّه كتابٌ لكلِّ الأعمارِ ؛ شيبًا وشبابًا ، رجالًا ونساءً.. كتابٌ تتعلمُ منه المزيدَ كلما أعدتَ قراءتَه.